الأحد، 13 مارس 2016

اليمن ـ أصوات السلام في مواجهة آلة الحرب

جعلت الحرب الطاحنة حياة اليمنيين قاتمة مع غياب أي أفق سياسي من الممكن أن يؤدي إلى حل الأزمة، خصوصاً بعد فشل مباحثات السلام في جنيف 1و2. واقع دفع بمئات النشطاء اليمنيين لإطلاق مبادراة رافضة للحرب وداعية للسلام.
بلقيس أبو أصبع هي واحدة من أبرز ناشطات المجتمع المدني اللائي يسعين للترويج لثقافة التعايش بين اليمنيين والعمل من أجل السلام، تقول لـ DW عربية: "طريق السلام هو الطريق الهام الذي يجب أن يتبناه جميع من يؤمن به ويسعى لتفعيله، فأي صراع مهما طال أمده فنهايته خارطة طريق للسلام وهذا ما نعمل عليه في المجتمع المدني في اليمن".
وتواصل: "نسعى بين الحين والآخر لتقديم مبادرات فردية من خلال اللقاء بالمنظمات والبعثات الأجنبية ومحاولة حثهم للعب أدوار أكثر تأثيراً في وقف الحرب في اليمن".
آخر تحركات المجتمع المدني في هذا المجال هو إطلاق مبادرة تأسيس هيئة الصلح والسلم التي أطلقها عدد من الناشطين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي هدفت إلى محاولة رسم خارطة طريق لحل الصراع في اليمن. ورغم عدم نجاح المبادرات السياسية المقدمة من نشطاء المجتمع المدني لوقف الحرب حتى الآن، إلا أنها بادرة صحية كما يعتقد كثير من المراقبين، "تعزز روح التوافق والإيمان بالتعايش بين عامة أفراد المجتمع"، كما تقول أبو اصبع.
حملات وأفلام تعبيرية ترفض الحرب
Jemen - Aktivisten für Frieden بلقيس أبو أصبع: المجتمع المدني ما زال ضعيفا للمشاركة
منظمة "سند اليمن" هي إحدى منظمات صناعة الأفلام، التي جذبت أفلامها القصيرة عن مأساة الحرب انتباه الكثيرين من خارج اليمن، وهي تنقل رسالة أمل للشعب اليمني. هذه المنظمة أنشئت عام 2011، وتسلط الضوء على عدد من القضايا بما في ذلك الحرب والصمود والسلام المجتمعي.
عبد الرحمن حسين وهو أحد صناع الأفلام في المنظمة يقول في تصريحات صحافية، إن هناك حاجة لصناعة الأفلام الآن أكثر من أي وقت مضى لخلق فرص لليمنيين لبدء عملية التعافي من الصراع.
ويتابع: "في الوقت الذي يصبح فيه حمل الكاميرا أخطر من حمل السلاح، لا يزال من الممكن أن نستمر في تصوير الأفلام".
أنتج النشطاء الإعلاميون في مرحلة الحرب العديد من الأفلام الوثاقية المجتمعية والتي هدفت معظمها إلى مناهضة الحرب كفلم "لحن غربتنا" وفلم "لون الظلم" والذي تم تصويره بالأبيض والأسود لتمثيل الموت والدمار الذي يواجهه الشعب اليمني كل يوم.
"اليمن بلد يستحق الحب لا الحرب" هو عنوان حملة إعلامية أطلقها مجموعة من الشباب اليمني في الفيسبوك بهدف تشكيل رأي عام مناهض للحرب ومؤيد للسلام في اليمن.
مؤسس صفحة الحملة يقول في حديث لموقع DW عربية، إن فكرة الحملة انبثقت مع اشتعال الحرب، مشيراً إلى أن الحملة تمثل محاولة لتبني صوت السلام الرافض لصوت البندقية والذي يعتقد نبيل أنه يمثل الصوت المطمور لمعظم اليمنيين.
وحول ردود الفعل يقول نبيل إن معظمها اتسم بالإيجابية وتفاعل معها نشطاء عرب وأجانب وبصورة فاقت اليمنيين، الذين تلقت الحملة من بعضهم رسائل سخرية.

 http://www.dw.com/ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق